مؤسسة التمويل الدولية تجري لقاءات مع 12 شخصاً في عام 2024
حول العالم مع المؤسسة

على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، التقينا بالعديد من الأشخاص الذين كانت قصصهم مؤثرة ومصدر إلهام لنا. ويأتي رواد الأعمال هؤلاء وكذلك النشطاء والمزارعون وأصحاب المتاجر وعمال المصانع وطلاب الجامعات وغيرهم من خلفيات مختلفة، لكنهم يشتركون في شيء واحد مهم ألا وهو الأثر الإيجابي على حياتهم الذي أحدثته أنشطة تمويل القطاع الخاص. ومع مُضي عام 2024 نحو نهايته، قمنا مرة أخرى بزيارة 12 شخصاً متميزاً رحبوا بنا في محيطهم، وسردوا لنا قصصاً عن الطموح والرؤية والأمل في مستقبل أفضل.
السنغال: تعزيز الاستثمار في المزارعات
"لدي صفة لا يعرفها الكثيرون: الجلد والتحمل".
ترى كوركا دياو نفسها مزارعة ناجحة، وهي بالفعل تدير مزرعة أرز على مساحة 150 هكتارا (370 أكراً) في وادي نهر السنغال. لكنها تحظى أيضا بالشهرة في جميع أنحاء السنغال على مدى عقود من العمل كناشطة مناصرة لحقوق المرأة. ونظرا لأن المزارعات تعانين كما جرت العادة من التجاهل ونقص التمويل، فقد أسست دياو شبكة على مستوى السنغال تضم 16 ألف عضو تقدم لهن التدريب والمعلومات حول التقنيات الزراعية والتأمين وتطوير الأعمال. كما تقدم هذه الشبكة معلومات للنساء الريفيات عن الرعاية الصحية، وتعمل على توفير المستلزمات الطبية لهن. وبدورها تقول كوركا: "لم تكن هناك شبكة مثل شبكتنا عندما بدأت نشاط الزراعة، لكنني أريد ألا تعاني النساء الأخريات كما عانيت". وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة باوباب (Baobab) التي تتعامل مع مؤسسة التمويل الدولية جعلت من أولوياتها مساعدة مزارعات الأرز في السنغال على زيادة إنتاجيتهن، وهو هدف متزايد الأهمية في ظل خطر انعدام الأمن الغذائي الذي يلوح في الأفق، وقد زاد حجم القروض الممنوحة للمزارعات بنسبة 54% بين عامي 2021 و 2023.

أوكرانيا: تنمية القيادات النسائية
"قلت في نفسي: أنا امرأة في منصب إداري، فماذا أنتظر؟"
على غرار ملايين الأوكرانيين النازحين داخليا الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب الغزو الروسي، لم يكن البدء من جديد في مدينة جديدة بالأمر السهل على تيتيانا. ففي مسقط رأسها في منطقة بخموت في شرق أوكرانيا، أدارت تيتيانا 9 رابطات لأصحاب المنازل (HOAs) تضم مجموعات متنوعة من السكان الذين يتعاونون لصيانة وتحسين مبانيهم والمساحات المشتركة بينهم، ويتم ذلك غالبا من خلال التمويل المقدم من أجهزة الحكم المحلي وحكومات الأقاليم. ولكن عندما دُمرت بلدتها، دُمرت أيضا حياتها المهنية، وكان لزاما عليها الاستعداد والتأهب للمرحلة التالية من حياتها، وبالتالي لجأت إلى برنامج تدريبي أُعد بمساعدة من مؤسسة التمويل الدولية، وهو مدرسة القيادة النسائية، لتمكين القيادات النسائية من تنفيذ توصيات المؤسسة بشأن إعادة توطين النازحين داخليا ودمجهم في مجتمعات محلية جديدة. ويغطي هذا التدريب أيضا الخطوات والإجراءات المعقدة لتكييف ممارسات إدارة المجمعات السكنية مع التحديات الفريدة التي تفرضها الأحكام العرفية، لضمان إعداد القيادات النسائية لدعم بناء القدرة على الصمود وتقديم الدعم على مستوى مجتمعاتهن. وجدير بالذكر أن مؤسسة التمويل الدولية قد تعاونت مع رابطة مديرات المنازل في أوكرانيا لإنشاء هذه المدرسة التي تقدم الدورات التدريبية وورش العمل والندوات والمشاورات عبر الإنترنت لتزويد مديرات الإسكان بالدعم القانوني والمالي والنفسي بهدف مساعدتهن على قيادة المباني التي يعشن فيها وإدارتها. ويدعم برنامج المؤسسة المعني بكفاءة استخدام الطاقة والاستجابة للأزمات، إلى جانب العديد من المبادرات الأخرى المهمة لها، مدرسة القيادة النسائية التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا لقطاع الإسكان.

س. سودها، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
س. سودها، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
الهند: التغلب على معوقات ممارسة أنشطة الأعمال
S. Sudha's spice workshop. Photo byJDot/IFC.
S. Sudha's spice workshop. Photo byJDot/IFC.
"لقد قيل لي: لا تستطيع الفتاة تحقيق انجازات كبيرة، وقد كان هناك الكثير من التحديات، لكنني لم أستسلم قط."
تقوم مجموعات المساعدة الذاتية المالية في الهند بحشد جهود النساء الفقيرات والأولى بالرعاية حتى يمكنهن الحصول على الخدمات المالية والصحية والخدمات الأخرى على نحو أفضل. وهذه القروض الصغيرة نسبياً من مجموعات المساعدة الذاتية لها دور فعال للغاية، ويمكنك أن تسأل س. سودها، التي انضمت إلى مجموعة المساعدة الذاتية في قريتها قبل سنوات وتلقت تدريبا على تصنيع التوابل. فبعد أن ساعدها قرض حصلت عليه من مجموعة المساعدة الذاتية على شراء مطحنة، بدأت في بيع التوابل وتوصيلها إلى بيوت القرية. ويتطلب التوسع في هذا النشاط لتغطية المراكز الحضرية والنفاذ إلى المزيد من الأسواق المزيد من المال، لكنها تذكرت وقالت في نفسها: "لقد واجهت عقبات كثيرة في البداية عندما لجأت إلى البنوك للحصول على قروض، وكانت البنوك مترددة في منحي القرض الذي أحتاجه لأنني امرأة أنتمي إلى قبيلة وأعيش في غابة محمية". أما الآن، وبدعم من المؤسسات المالية التي تخدم هذه الطبقة "الوسطى من المقترضين التي لا تحظى بقدر كافٍ من الاهتمام" - وهن النساء اللائي تعد أنشطة أعمالهن أكبر من أن تحصل على قروض متناهية الصغر وأصغر من أن تحصل على القروض المصرفية التقليدية، فإن سودها تدير متجرا للتوابل بالقرب من بلدة كويمباتور في مقاطعة تاميل نادو، كما تبيع منتجاتها عبر الإنترنت. وساعد التعاون وتضافر الجهود بين البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية سودها ومثيلاتها من رائدات الأعمال الهنديات على تحقيق أحلامهن. ومنذ عام 2011، ساعدت استثمارات البنك الدولي بقيمة 750 مليون دولار في حشد جهود أكثر من 100 مليون امرأة ريفية للمشاركة في أكثر من 9 ملايين مجموعة للمساعدة الذاتية في 13 ولاية. وقامت المؤسسة، بالتعاون مع البنك الدولي، باستكمال هذا الجهد ببرنامج للخدمات الاستشارية المعنية بالمساواة بين الجنسين يساعد المقترضين والمقترضات في مجموعات المساعدة الذاتية على الحصول على قروض فردية من المؤسسات المالية.
ليبا سيكولا في منزلها في فيجي، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
ليبا سيكولا في منزلها في فيجي، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
فيجي: الحصول على مياه نظيفة بسبل مريحة
"مياه الخزان مستساغة للغاية لأنها تأتي مباشرة من السماء".
عندما وضعت ليبا سيكولا قِدراً من حساء الدجاج والكاسافا على موقد لتسخين غداء ابنتيها الصغيرتين، تذكرت كيف كانت عملية الطهي مرهقة قبل تركيب خزان للمياه خارج منزلها في منطقة فاتاني بفيجي. ففي الماضي، كان عليها أن تسير إلى وسط القرية عند الفجر، وتنضم إلى نساء أخريات ينتظرن الحصول على المياه من خزان محلي. أما الآن فهي تقوم بإعداد الطعام بمياه الأمطار التي يتم غليها بعد الحصول عليها من خزان مياه كبير على بعد خطوات من الموقد. وتقول ليبا: "[قبل ذلك]، كنا نمضي اليوم كله في جلب المياه، أما الآن، فنبقى مع أسرتنا أو نكسب المال". ويتمتع أهل فيجي، مثل ليبا، بإمكانية الحصول على مياه الشرب النظيفة بسبل مريحة بعد إصدار أول سند سيادي أخضر على الإطلاق في البلاد في عام 2017، بدعم من مؤسسة التمويل الدولية. وتساعد حصيلة هذا السند الأخضر الآن في زيادة توفير المياه النظيفة لما يبلغ 42 ألف شخص مثل ليبا في 120 منطقة ريفية في فيجي. وتقول ليبا، وهي أيضا من العاملات في مجال الصحة المجتمعية، كان التأثير فوريا على الصحة العامة بين سكان القرية البالغ عددهم نحو 200 نسمة. وأضافت قائلة "قبل أن تصل خزانات المياه إلى قريتنا، كان الكثير منا يصاب بالحمى والأمراض الجلدية، مثل الجرب عند الأطفال والسعفة (التينيا) لدى كبار السن، لكن عندما وصلت المياه إلى القرية، أصبحت بشرتنا أكثر إشراقاً ونظافة".

رومانيا: المزارع السمكية المستدامة
"علينا أن نعمل في توافق وانسجام مع البيئة، فالحفاظ عليها هو أكثر ما يهمنا".
كثيرا ما تحدث جورج إيونسكو -فيتزو، وهو من أصحاب المزارع السمكية في وسط رومانيا، عن التناقضات التي يراها في منطقته. فعلى الرغم من أن رومانيا تفتخر بوفرة مواردها من المياه العذبة، نلاحظ تباينا في الآفاق المستقبلية، فتلوث المياه يهدد الصحة، ويؤدي عدم التنبؤ بسقوط الأمطار إلى عرقلة التخطيط، وتتسبب موجات الجفاف الطويلة في خسائر اقتصادية كما تدفع إلى الهجرة، أما إدارة الموارد المائية فتواجهها تحديات كبيرة حتى بالنسبة للخبراء. لذلك، اتخذ إيونسكو في عام 2016 قرارا جريئا بالمشاركة في تأسيس جمعية تعاونية لمصائد الأسماك من أولوياتها تحقيق الاستدامة لهذا النشاط. ويقول إيونسكو: "حتى يتسنى تحقيق النجاح لأعمالنا، يجب أن نركز على تربية أسماك صحية في بيئة طبيعية صحية". وقد لاقت فكرته صدى لدى الآخرين، حيث قدم بنك ترانسيلفانيا إس إيه، الذي حصل على قرض بقيمة 100 مليون يورو من مؤسسة التمويل الدولية لتحسين ممارسات إدارة المياه والمساهمة في استدامة المحيطات وموارد المياه العذبة، تمويلا أساسيا لهذه الجمعية التعاونية التي على رأسها إيونسكو-فيتزو. وبدعم من هذا البنك والاتحاد الأوروبي، طورت هذه الجمعية التعاونية إستراتيجية مستدامة ورائدة لقيادة السوق، ورفعت معايير التشغيل الخاصة بها، وأحدثت أثرا على نطاق أوسع شمل هذه الصناعة بأكملها.

هاييتي: تدريب المزارعين لتحقيق الاكتفاء الذاتي
"كلما زاد إنتاجنا في هاييتي، زاد المال الذي يبقى في هاييتي، وزادت بذلك قدرتنا على رعاية أطفالنا وأسرنا ومجتمعنا المحلي".
تتذكر كيتيلي، وهي مزارعة في منطقة الجبال التي تعلو بورت أو برنس في هاييتي، أول محصول لها من الطماطم الكرزية، عندما أسرع الجيران لإخبارها أن حبات الطماطم التي تزرعها صغيرة. لكن جيرانها توقفوا عن القلق عندما رأوا السرعة التي تمكنت بها من بيع هذه الطماطم الصغيرة إلى تاجر جملة يقوم بتجميع المنتجات الزراعية المحلية لتوريدها إلى أفخم الفنادق والمطاعم ومحلات السوبر ماركت في المدينة. وحتى وقت قريب، كان يتم استيراد الطماطم الكرزية وغيرها من المنتجات عالية الجودة، لكن هذا الوضع بدأ يتغير بسبب مشروع استشاري للمؤسسة في مجال البستنة في هاييتي يربط صغار المزارعين من أمثال كيتيلي بإحدى الشركات المحلية. ويحظى المشروع بدعم من نافذة القطاع الخاص التابعة للبرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي، التي تعمل على نحو وثيق مع جمعية زراعية محلية ومؤسسة هاييتي للتنمية الزراعية المستدامة. وتتضافر جهود هذه الجمعية وتلك المؤسسة لتقديم التدريب للمزارعين وتزويدهم بالمستلزمات، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق دخل مستدام. وعلى الرغم من زيادة عدد المزارعين في هاييتي، فإن استمرار معاناة البلد من عدم الاستقرار السياسي، وأعمال العنف من جانب العصابات، وقابلية التأثر بالأحوال الجوية الشديدة يشكل تحديات هائلة أمام العمال والعاملات في القطاع الزراعي، فقد جعلت هذه التحديات البرنامج العالمي للزراعة والأمن الغذائي غاية في الأهمية بالنسبة لكيتيلي وزوجها جوزويه الذي يشارك أيضا في مبادرة التدريب. وقالت كيتيلي: "لقد أظهر لنا هذا البرنامج مدى أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي في هاييتي، فكلما زاد إنتاجنا في هايتي، زاد المال، وزادت قدرتنا على رعاية أطفالنا وأسرنا ومجتمعنا المحلي".

نوموكوبوا داتيف، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
نوموكوبوا داتيف، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
رواندا: الابتكار مع الدراجات النارية التي تعمل بالبطاريات
نوموكوبوا داتيف، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
نوموكوبوا داتيف، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
"أتأمل في أن أملك منزلاً اشتريه من مدخراتي من هذه الدراجة النارية".
قبل أن تصبح سائقة دراجة نارية تعمل بالكهرباء، كانت نوموكوبوا دياتيف، البالغة من العمر 22 عاما، عاطلة عن العمل وليس لديها أي مال وتعتمد على أحد أفراد أسرتها لدفع فواتيرها، لكنها وجدت فرصة عمل جذبت اهتمامها، وهي قيادة مركبة أجرة (دراجة نارية) كهربائية تعمل بالبطارية لدى شركة جديدة مقرها كيغالي في رواندا. وتقوم هذه الشركة التي تحمل اسم أمبيرساند Ampersand، وهي أول شركة للمركبات الكهربائية في أفريقيا، بتصنيع بطاريات الليثيوم والحديد والفوسفات، وهذه البطارية عبارة عن صندوق أصفر مميز يوضع في قاعدة كل دراجة نارية. وقد استثمرت مؤسسة التمويل الدولية في هذه الشركة من خلال صندوق تخضير أفريقيا، واستطاعت الشركة توسيع أسطولها في رواندا ليصل إلى أكثر من 2200 دراجة نارية كهربائية ويعمل بها أكثر من 300 موظف، كما أن لديها 26 محطة شحن. وقد حقق سائقو وسائقات مركبات الأجرة، مثل نوموكوبوا، زيادة في الدخل بنسبة 35% أسبوعياً لأنهم لا يدفعون مقابل تعبئة مركباتهم بالوقود وصيانتها. وهكذا، لم يعد من الصعب تحقيق هدفها، حيث تقول "أملي في الحياة أن أمتلك منزلا أشتريه من مدخراتي من هذه الدراجة النارية، كما أريد أن يكون لدي أسرة جميلة وأطفال يفتخرون بي كسائقة مركبة أجرة تعمل بالكهرباء، وعندئذٍ سيدركون أنني قمت بشيء مختلف وفريد، عما تقوم بها الشابات الأخريات".
نامخاجامتس إردينيبات برفقة راعي ماعز الكشمير في محافظة خنتي في شرق منغوليا، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
نامخاجامتس إردينيبات برفقة راعي ماعز الكشمير في محافظة خنتي في شرق منغوليا، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
منغوليا: تخضير إنتاج الكشمير
نامخاجامتس إردينيبات ووالدته دافاسورين أيرسيد التي أسست المصنع، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
نامخاجامتس إردينيبات ووالدته دافاسورين أيرسيد التي أسست المصنع، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
"يمكننا مساعدة العمال والعاملات على زيادة مهاراتهم مع زيادة القدرة التصنيعية للبلاد ومساعدة البيئة من أجل تنمية الجيل القادم وازدهاره".
في مصنع صغير للكشمير يقع على مشارف منطقة أولان باتور، يشير طنين معدات النسيج وأصوات الغسالات إلى وصول شحنة من الكشمير. ويعمل نامخاجامتس، الرئيس التنفيذي للمصنع والبالغ من العمر 36 عاما، ووالدته دافاسورين أيرسيد، التي أسست المصنع، من مكاتب صغيرة بجوار المصنع، وقد اتخذا مؤخرا قرارا مهماً لتوسيع الشركة، ووضعا خططا لمصنع أكبر وأكثر تطورا ومزودا بمعدات موفرة للطاقة. وتساند القروض الخضراء المقدمة من بنك خان، أكبر مؤسسة مالية تجارية في منغوليا، الشركة لإحداث هذا التحول. وبمساندة من مؤسسة التمويل الدولية، أصدر بنك خان أول سند أخضر في البلاد في عام 2023 لتعزيز الاقتصاد المستدام، وقد مولت حصيلة هذا السند الأخضر نحو 100 قرض لمشاريع صديقة للمناخ مثل هذا المشروع. ويساعد هذا السند الذي يبلغ أجل استحقاقه 5 سنوات بنك خان على زيادة معدل نمو محفظته الخاصة بالأنشطة المناخية وتدعيم التزام منغوليا بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 22.7% بحلول عام 2030. ويشعر "نامخاجامتس" بالحماس للمرحلة التالية، وقد استفاد من أحدث قرض أخضر من بنك خان لشراء معدات نسيج تتسم بكفاءة استخدام الطاقة وتقلل استهلاكها لكل وحدة إنتاج بنسبة 21%. وأضاف قائلاً "بصفتي الرئيس التنفيذي، ومواطناً من منغوليا، أشعر بالقلق إزاء تغير المناخ، وبالتالي علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".
إزمير- تركيا، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
إزمير- تركيا، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
تركيا: التصدي لتغير المناخ
علي حيدر كوسيوغلو، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
علي حيدر كوسيوغلو، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
"إن شراكتنا مع مؤسسة التمويل الدولية أساسية لمساعدة المدينة على التصدي لبعض التحديات البيئية التي تواجهها".
بينما يشاهد علي العبَّارات والمراكب وهي تبحر في خليج إزمير، تتبادر إلى ذهنه آثار تغير المناخ. ويشغل علي منصب المدير العام لإدارة المياه والصرف الصحي في إزمير، وهو منوط به أعمال الرقابة والإشراف على الخليج وممارسات سكان المدينة في هذا الشأن. ويقول علي إن التكيف مع البيئة المتغيرة يمثل تحديا، مشيرا إلى أن مدينة إزمير تأثرت بالتوسع الحضري والعمراني السريع والإجهاد المائي، وقد تفاقمت آثارهما بسبب تغير المناخ. وأدى نمو المدينة إلى التأثير سلبا على الخليج، الذي أصبح ملوثا ومعروفاًبرائحته غير الطيبة. وقد ساعدت شراكة طويلة الأمد مع مؤسسة التمويل الدولية على حل مشكلات جودة المياه، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي، وكان لها أثر إيجابي على الحياة البرية في المنطقة وتنوعها البيولوجي. وفي عام 2021، ساعدت هذه الشراكة المدينة على مواجهة التحديات الجسيمة التي كانت قائمة بشأن إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي، بما في ذلك تطوير محطة لمعالجة مياه الشرب في بلدية فوتشا. وكانت هذه المساندة فريدة من نوعها لأنها قدمت أول قرض طويل الأجل بالعملة المحلية لبلدية في تركيا. ووفر هذا القرض، وهو الأول من نوعه، حماية من مخاطر التقلبات في الأسعار من خلال القضاء على مخاطر تقلبات أسعار الصرف التي تواجه إدارة المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى إنشاء قرض دولي مصمم على نحو يلائم الأوضاع المحلية.
باتريشيا راكوتونيرينا، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
باتريشيا راكوتونيرينا، الصورة لمؤسسة التمويل الدولية
مدغشقر: تقديم الائتمان الأصغر لرواد الأعمال الذين لا يحصلون على قدر كافٍ من الخدمات
"عندما بدأنا نشاط أعمالنا، كنا مستأجرين، أما الآن، فقد أصبحنا مالكين، بل حتى اننا نقوم بتأجير جزء من عقاراتنا وأملاكنا".
يبدأ العمل في المطعم الصغير الذي تملكه باتريشيا راكوتونيرينا كل يوم في الساعة 6:00 صباحا، وهي تستيقظ قبل ذلك لإعداد حساء الأرز والسمبوسك واللحم وقطع البطاطس التي يحبها الزبائن، وتستمر في تقديم الطعام حتى وقت متأخر من المساء. أما أفضل ما في قصتها على حد قولها أنها سيدة نفسها في هذا العمل، وقد أشارت قائلة: "قررت في عام 2010 أن أبدأ هذا النشاط لصعوبة الحصول على فرصة عمل، ولقد استخدمت القليل من المال الذي كنت أملكه لفتح هذا المطعم الصغير". وحتى يتسنى توسيع نطاق هذا المشروع، لجأت باتريشيا وزوجها إلى الوكالة الأولى للتمويل الأصغر ، وهي مؤسسة إيداع وائتمان مرخصة من قبل بنك مدغشقر المركزي، للحصول على قرض متناهي الصغر، “وكان استيفاء طلب القرض سهلاً، وشرح موظفو خدمة العملاء الخطوات على مراحل" ، حيث أفادت قائلة "لا أحد يفهم كل شيء في المرة الأولى". وقد كان الائتمان الأصغر أداة قوية لها ولغيرها من رواد ورائدات الأعمال في مدغشقر لأنه لا يتطلب سوى القليل من الضمانات كما لا يتطلب تاريخا سابقا مع البنوك لبيان الملاءة الائتمانية. وتساعد منصة قاعدة الهرم التابعة لمؤسسة التمويل الدولية، والمدعومة بتمويل مختلط وتسهيلات بالعملة المحلية من نافذة القطاع الخاص التابعة للمؤسسة الدولية للتنمية، مقدمي الخدمات المالية، مثل الوكالة الأولى للتمويل الأصغر، على تقديم التمويل للشركات الصغيرة، ورائدات الأعمال، ومنشآت الأعمال غير الرسمية. وتحمي القروض متناهية الصغر، التي تُقدم بالعملة المحلية، المقترضين عن طريق الحد من مخاطر التخلف عن السداد في حالة تقلبات أسعار العملات، وتسهم في تحقيق تنمية أكثر استدامة. ومن المتوقع أن يؤدي تعاون المؤسسة مع المؤسسات المالية المحلية في مدغشقر إلى زيادة توفير الخدمات المالية إلى 140 ألف منشأة أعمال متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة إضافية بنهاية عام 2027.
باكستان: تهيئة البيئة الداعمة للشركات الناشئة المملوكة للنساء
"لقد كانت هناك تحيزات وشكوك من جانب المستثمرين المحتملين وأصحاب المصلحة الذين شككوا في قدرتنا على توسيع نطاق أعمالنا وتحقيق استدامتها".
حليمة إقبال
حليمة إقبال
عندما سعت حليمة إقبال للحصول على تمويل لشركة أوران، وهي شركة ناشئة تقدم خدمات مالية ميسورة للنساء الباكستانيات، أدركت أن الأمر لن يكون سهلاً، وهي تتذكر بوضوح تلك "التحيزات والريبة من جانب المستثمرين المحتملين وأصحاب المصلحة الذين شككوا في قدرتنا على توسيع نطاق أعمالنا وتحقيق استدامتها". ولكن عندما اكتشفت وجود صندوق i2i Ventures، وهو أول صندوق استثماري تقوده نساء في باكستان لتوفير رأس المال لأصحاب المشروعات، أدركت أنها وجدت شريكاً حقيقيا، وهذا الصندوق جزء من برنامج المؤسسة لتحفيز الشركات الناشئة الذي يستثمر في حاضنات ومسرعات الأعمال وصناديق التمويل الأولي التي تدعم الشركات الناشئة المبتكرة في مراحلها الأولى في الأسواق التي لا تحصل على قدر كافٍ من الخدمات. وقد عززت هذه الشراكة شركة أوران ودعمت موقفها، فضلا عن سد الفجوة السوقية التي كانت تعاني منها بشدة. تقول حليمة: "إن التركيز على التنوع بين الجنسين والشمول، والدعم الموجه للشركات التي تقودها نساء، هو ما يجعلها فريدة من نوعها حقا".
جامايكا: تدعيم البنية التحتية وتشجيع نمو فرص العمل
"سيساعد تطوير المطار شركتنا في جذب المزيد من العملاء".
مع إشراقة الصباح الأولى على كينغستون في جامايكا، يبتسم روجر تومسون، ويفكر مليا في حركة الركاب الذين سيصلون إلى مطار نورمان مانلي الدولي في ذلك اليوم، والوافدين الجدد الذين سيسجلون أنفسهم في برنامج زيارة معالم المدينة الذي تنظمه شركة كينغستون سيتي للسياحة، وهي شركة صغيرة تقوم بتنظيم زيارات وجولات لمعالم المدينة في عاصمة جامايكا وحولها. ويركز تومسون، الذي يشرف على عمليات الشركة، على مدى إمكانية زيادة معدل نمو الشركة، وهو متفائل، لأن تجديد مطار كينغستون وتطويره يزيدان من حركة المسافرين وعملاء الشركة المتجهين إلى جامايكا، هذا البلد الواقع على البحر الكاريبي. ويقول: "إن أعمال التحسين والتطوير في [المطار] تعزز تجربة السفر لزائري كينغستون وتجعل برامج الرحلات أكثر جاذبية". وقد قامت مؤسسة التمويل الدولية بدور مستشار لحكومة جامايكا بشأن عملية ناجحة لمنح حق امتياز مدته 25 عاما لتشغيل وتوسيع وتحديث المطار، وهو مشروع يشكل أساس عمل المؤسسة في مجال الشراكات بين القطاعين العام والخاص في هذا البلد. وأسفر هذا الجهد عن تحديث كبير للبنية التحتية للمطار وزيادة عدد الوظائف وفرص العمل. ويقول تومسون إن أعمال التحسين والتطوير في المطار "تساعد شركتنا على جذب المزيد من العملاء وإظهار الوجه الجميل والمتحضر لبلدنا".

بقلم آليسون باكلتز وجوليا شمالز
نشر في ديسمبر | كانون الأول 2024.