كيف يعمل رواد الأعمال اللاجئون في منطقة المشرق على تنمية أنشطة أعمالهم ومشروعاتهم

يعمل برنامج حضانة "المشرق يبدأ" على دعم الشركات الناشئة في العراق، والأردن، ولبنان

أحمد عوير، مؤسس الشركة الناشئة Scrap، فر من سوريا إلى الأردن عندما كان عمره 13 عامًا.

أحمد عوير، مؤسس الشركة الناشئة Scrap، فر من سوريا إلى الأردن عندما كان عمره 13 عامًا.

بقلم: سارة عجور

صور وفيديو: ناديا بسيسو

حان الوقت لأحمد عوير وهو رائد أعمال متفرغ – ويعمل فني تركيب بلاط بدوام جزئي – لتقديم عرضه في مسابقة رواد الأعمال للحصول على جائزة تُقَربه خطوة من تحقيق حلمه. هذه هى اللحظة التي ضل يستعد لها منذ أن فر هو وعائلته من سوريا واستقروا في الأردن في عام 2011، عندما كان عمره 13 عاما. يأخذ عوير استراحة سريعة من عمله في تركيب البلاط، يقوم في هذا الوقت بتشغيل الكمبيوتر المحمول الذي استعاره من صديق. لم يكن لديه وقت لتغيير ملابس العمل، فقرر عدم تشغيل الكاميرا. ومن خلال الاتصال الصوتي، يبدأ عوير في شرح فكرة شركته الناشئة ، سكراب، للمحكمين في الندوة الدولية لريادة الأعمال لعام 2020، وهي منتدى يستهدف تسليط الضوء على رواد الأعمال الشباب الملهمين لغيرهم. ويشرح عوير أن شركة سكراب عبارة عن منصة على الإنترنت من خلالها يستطع الأفراد والشركات بيع مجموعة واسعة من الأغراض المستعملة، وقد نشأت الفكرة من تجربته الشخصية كلاجئ.

ولم يستغرق التحكيم وقتا طويلا، وسرعان ما تلقى عوير خبرا سارا، فقد حصل على المركز الأول كصاحب الفكرة الأكثر إقناعا وقبولا.

يمنح هذا الفوز التشجيع لعوير ويقرر الاستمرار في تقديم طلب للحصول على مزايا برامج حاضنات الأعمال. منذ وصوله هو وعائلته إلى الأردن، كان حلمه إقامة مشروعه الخاص. ويرجع ذلك جزئيا إلى أن عائلته التي أُجبرت على ترك كل شيء وراءها في سوريا، بما في ذلك الوثائق والمستندات الأساسية مثل شهادات عوير التعلمية. بدون هذه الشهادات، وفي مواجهة مسؤولية إعالة أسرته، توقف عن الذهاب إلى المدرسة. وبالرغم من ذلك، فإن العمل في تركيب البلاط لا يمنح الاستقرار أو الأجر الثابت. لذلك أصبح العمل الحر أو ريادة الأعمال الخيار الوحيد الذي يجمع بين العمل الهادف والمرونة التي يحتاجها.

عوير واحد من أكثر من 14 مليون سوري أُجبروا على مغادرة منازلهم منذ الصراع الذي اندلع في عام 2011. ويعيش نحو 5.5 ملايين لاجئ سوري في البلدان الخمسة المجاورة لسوريا، وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وعلى الرغم أن هناك الكثيرين الذين تتشابه ظروفهم مع عوير، فإن فكرة شركة سكراب التي أقامها كانت فريدة من نوعها.

يناقش عوير ومدربه جوانب من خطة عمل شركة Scrap.

يناقش عوير ومدربه جوانب من خطة عمل شركة Scrap.

وبحسب منن عمر، مسؤولة عمليات بمؤسسة التمويل الدولية، يواجه رواد الأعمال مثل عوير العديد من التحديات والمعوقات ، وبالتالي فهم بحاجة إلى نوعية مختلفة من المساندة. وتشارك عمر في قيادة برنامج " المشرق يبدأ" وهو برنامج استشاري لمؤسسة التمويل الدولية تم إطلاقه في عام 2023 ويهدف إلى دعم رواد الأعمال في المجتمعات المحلية الهشة، لاسيما النساء والنازحين قسرا، ليصبحوا جاهزين للاستثمار وتنمية أعمالهم ومشروعاتهم، وذلك من خلال الإرشاد والتوجيه. وتتولى قيادة هذا البرنامج وتنفيذه شركة فلات 6 لابز، وهي مسرعة أعمال وشركة رائدة في مجال دعم الشركات الناشئة في المنطقة. وتقول عمر "يساعد هذا البرنامج على إظهار اللاجئين بوصفهم "جزءا من الحل [لمساعدة المجتمع] وليس جزءا من المشكلة"، علما بأن المساهمات الاقتصادية المحتملة للاجئين يمكن أن تتعارض مع التصور السائد بأنهم قد يزعزعون استقرار البلد المضيف والذي في الغالب ما يكون يواجه ضغوطات اقتصادية بالفعل.

وقدم عوير طلبا للمشاركة في الدورة الأولى من برنامج حاضنات الأعمال التابع لمنصة (برنامج) المشرق يبدأ، وهو واحد من بين 5 لاجئين التحقوا بالدورة الأولى لهذا البرنامج في الأردن. ويأتي برنامج "المشرق يبدأ" في إطار مبادرة أكبر تستهدف دعم رواد الأعمال في لبنان والعراق والأردن.

برنامج تعليمي في شركة فلات 6 لابز. الصورة من: شركة فلات 6 لابز

برنامج تعليمي في شركة فلات 6 لابز. الصورة من: شركة فلات 6 لابز

وقد تم تصميم البرنامج لتزويد رواد الأعمال، بما في ذلك اللاجئون والنساء والمجتمعات الأكثر احتياجا، بالتعليم والتدريب والمشورة لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى شركات ناشئة ناجحة. وبحسب ما أفادت به عمر، فإن الهدف الشامل يتمثل في المساعدة في تغيير الطريقة التي تستجيب بها الحكومات وأصحاب المصلحة والأطراف المعنية، بما في ذلك القطاع الخاص، لأزمة اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط.

ووفي ذلك تقول عمر: "نحن ندرك النتيجة الإيجابية وطويلة الأجل المتمثلة في خلق فرص العمل من خلال ريادة الأعمال والعمر الحر، وضرورة أن يقود القطاع الخاص الابتكار، ويشدد هذا البرنامج على تدعيم الصلة بين الاستجابة الإنسانية وأجندة التنمية في البلد المعني من خلال تحسين البيئة العامة التي يعمل فيها رواد الأعمال وتعزيز قدراتهم، لا سيما اللاجئين".

"نحن ندرك النتيجة الإيجابية وطويلة الأجل المتمثلة في خلق فرص العمل من خلال ريادة الأعمال والعمر الحر، وضرورة أن يقود القطاع الخاص الابتكار
منن عمر، مسؤولة عمليات بمؤسسة التمويل الدولية وتشارك في قيادة برنامج " المشرق يبدأ"

يعرض عوير شهادة المركز الأول التي حصل عليها، وهي جائزة لرائد الأعمال صاحب الفكرة الأكثر إقناعًا، من الندوة الدولية لريادة الأعمال لعام 2020.

يعرض عوير شهادة المركز الأول التي حصل عليها، وهي جائزة لرائد الأعمال صاحب الفكرة الأكثر إقناعًا، من الندوة الدولية لريادة الأعمال لعام 2020.

الوصول إلى رواد الأعمال الذين يصعب الوصول إليهم

يستهدف برنامج "المشرق يبدأ" مساعدة 120 من مؤسسي الشركات الناشئة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عاما. ويقدم البرنامج محتوى تعليميا وإرشادات ومشورة لمساعدة رواد الأعمال في المراحل المبكرة على تطوير أفكارهم وتنمية مشروعاتهم. ولهذا البرنامج 3 محاور: برنامج دعم النمو، وبرنامج حاضنات الأعمال، وبرنامج التعلم.

ويلبي برنامج حاضنات الأعمال المصمم خصيصا لهذا الغرض الاحتياجات المحددة لكل شركة ناشئة، وقد قدم يد العون والمساندة لـ25 شركة ناشئة في جولته الأولى. كما يقدم المساندة المستهدفة لتطوير أفكار الأعمال والمشروعات وخطط العمل ويسعى لربط مؤسسي الشركات بفريق من المستشارين الماليين والقانونيين لمساعدتهم على إدارة شركاتهم وتسجيلها.

وفي هذا الشأن تقول عمر "يقدم هذا البرنامج حلا للقطاع الخاص للوصول إلى رواد الأعمال الذين يصعب الوصول إليهم، وقد أقامت مؤسسة التمويل الدولية شراكة مع فلات 6 لابز لأننا نعلم أن لديها القدرة والخبرة والمعرفة الفنية والمصداقية لتحقيق هذ المسعى على مستوى المنطقة".

وسلطت راجية عمرو، مديرة برامج في فلات 6 لابز، الضوء على أن البرنامج يقدم لرواد الأعمال في منطقة المشرق جلسات وإرشادات عملية، ويربطهم بمدربين متخصصين لمساعدتهم على تلبية احتياجاتهم المحددة.

وأضافت راجية عمر قائلة: "تم تصميم عمليات الإرشاد والتدريب بهدف تحويل الخطط والاستراتيجيات إلى واقع ملموس"، وأشارت إلى أن البرنامج سيساند رواد الأعمال لتحويل مشروعاتهم من مجرد أفكار إلى مراحل النمو والتوسع. 

وتساند مؤسسة التمويل الدولية برنامج "المشرق يبدأ" في إطار شراكة الآفاق، وهي مبادرة عالمية تمولها الحكومة الهولندية وتضم اليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة العمل الدولية ومؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي. وتهدف هذه الشراكة العالمية إلى تحسين قدرات المجتمعات المضيفة والنازحين قسرا على الحصول على التعليم والحماية الاجتماعية وفرص العمل الكريم.

"تم تصميم عمليات الإرشاد والتدريب بهدف تحويل الخطط والاستراتيجيات إلى واقع ملموس."
راجية عمرو، مديرة برامج في فلات 6 لابز.

ريادة الأعمال ضرورة تفرضها الحاجة

أدرك عوير صاحب فكرة شركة سكراب التي تأسست في عام 2022 ، في وقت مبكر، أن لديه الالتزام والدافع لتأسيس شركة، بغض النظر عن مستوى التعليم التقليدي الذي حصل عليه. فهو يقول أن "الشهادة ليست شرطا أساسيا لريادة الأعمال، وممارسة العمل الحر، لقد اعتمدت على الدورات التدريبية عبر الإنترنت والتحقت ببرامج حاضنات الأعمال من أجل التعلم".

وفي ما يزيد قليلا عن عام، قام أحمد بتطوير فكرة شركة سكراب إلى منصة مخصصة لبيع مجموعة واسعة من الأغراض المستعملة، تمتد من قطع غيار السيارات والإلكترونيات إلى الملابس. ومن خلال رسالة تتمثل في دعم نهج أكثر استدامة لإعادة التدوير، نجحت الشركة في تسجيل أكثر من 2000 مستخدم وتسهيل بيع أكثر من 4 أطنان من المنتجات المستعملة.

وحصل أحمد الكردي، وهو لاجئ فلسطيني مقيم في لبنان، على قدر من التعليم وشهادة علمية تقليدية، حيث يدرس للحصول على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية، لكنه شعر أن فرص العمل للاجئين محدودة. ولهذا السبب قام بتأسيس شركته الخاصة. وهذه الشركة عبارة عن منصة على الإنترنت مصممة لمساعدة أفراد توصيل الطلبات والخدمات في لبنان واسمها انفينيت سايكل (Infinite Cycle). ويتقاضى هؤلاء الأفراد أجورهم اليومية بناء على عدد عمليات التسليم التي يتم إنجازها، وهم يبذلون كل ما في وسعهم لصيانة درجاتهم النارية. وتركز هذه المنصة على تسريع عمليات سلسلة الإمداد الخاصة بقطع غيار الدراجات النارية. فهي تربط بين موردي قطع الغيار، ومراكز الصيانة، وسائقي الدراجات النارية، وهو ما يعني عدم فقدان يوم واحد من العمل لهؤلاء الأفراد.

ويمكن لهذه الفكرة المبتكرة أن تتيح حلا غاية في الأهمية لشركات الشحن في لبنان، لكنها تطلبت بعض التعديل لتتحول إلى خطة لإقامة مشروع يراعي احتياجات السوق. وهذا ما جعل فكرته مناسبة تماما لبرنامج حاضنات الأعمال التابع لبرنامج "المشرق يبدأ".

تحديات لا مثيل لها

بحسب ما أفاد به سليم النجار، وهو مستثمر سوري ومؤسس لشركة أمبريلا 500، فإن التحديات التي يواجهها اللاجئون من رواد الأعمال تختلف عن الصعوبات التي يواجهها مؤسسو الشركات الناشئة الأخرون. وقد غادر سليم النجار سوريا إلى الأردن في عام 2012. وأثناء إقامته في الأردن تمكن من جمع أكثر من 3 ملايين دولار لإحدى الشركات الناشئة التي قام بتأسيسها.

ويدير النجار الآن العديد من الشركات التي تقدم الدعم الفني والقانوني والنفسي لمؤسسي الشركات الناشئة مما يسمح لهم بتحويل أفكارهم إلى أعمال ومشروعات. كما قدم دورات تدريب وتوجيه لرواد الأعمال المسجلين في برنامج المشرق يبدأ.

ويقول النجار: "إن التحدي المتمثل في استيفاء الورقيات والمستندات حقيقي ويحتاج إلى حلول مبتكرة باستمرار"، مضيفا أن رواد الأعمال اللاجئين لا يملكون ترف الوقت.

ويقول النجار أن رائد الأعمال اللاجئ يحتاج إلى تطوير فكرة مربحة عاجلا وليس آجلا، لأنه غالباً ما يكون يعول أسرته.

وكمدرب متخصص في التوجيه أثناء الأداء، تتمثل أولوية النجار في "مساعدة رواد الأعمال على تحويل أفكارهم لمساعدتهم على كسب المال لتحمل مسؤولياتهم المتزايدة".

ويقول الكردي أن الحصول على تصاريح العمل والتمويل يشكل أيضا صعوبات للاجئين من رواد الأعمال وأصحاب العمل الحر.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤوناللاجئين، يعيش 59% من اللاجئين في بلدان تعاني من قيود على تسجيل الشركات وتشغيلها في الواقع العملي. فعلى سبيل المثال، وفقا للمفوضية، تم منح تصاريح عمل لما بلغ 4 % فقط من المقيمين في أكبر مخيم للاجئين في الأردن، وهو مخيم الزعتري. وهذه النسبة تمثل ما يقل قليلا عن 3500 شخص من بين 80 ألف لاجئ يقيمون في المخيم.

وهذا يؤدي إلى عواقب سلبية على العديد من اللاجئين. وتظهر بيانات المفوضية من 8 بلدان مضيفة أن احتمال عمل اللاجئين في القطاع غير الرسمي يزيد بنسبة 60% مقارنة بسكان الدولة المضيفة، ومن الممكن أن يواجه اللاجئون تحديات كثيرة، منها انخفاض الأجور، ومخاطر الإصابة، وانعدام الأمن الوظيفي، وعدم الحصول على الحقوق، والتمييز.

كما تشير المفوضية إلى أن أكثر من 50% من اللاجئين يعيشون في بلدان لا تعترف فيها التشريعات ببطاقة الهوية الصادرة عن المفوضية أو عن الحكومة كوثيقة قانونية لفتح حساب بنكي.

ويوضح الكردي قائلا "بدون الأوراق والمستندات المطلوبة، لا يمكنني التقدم بطلب للحصول على قرض من البنك، ومن الصعب للغاية الوصول إلى المستثمرين". 

"إن التحدي المتمثل في استيفاء الورقيات والمستندات حقيقي ويحتاج إلى حلول مبتكرة باستمرار."
سليم النجار، مستثمر سوري ومؤسس شركة أمبريلا 500

عوير مع عائلته.

عوير مع عائلته.

التغلب على العقبات

تمثل القوالب النمطية والأحكام المسبقة والتحيز اللا وعيي ضد اللاجئين تحديا آخر يواجه رواد الأعمال وأصحاب العمل الحر.

ويوضح توفيق الرجولة، وهو مستثمر سوري مقيم في هولندا ومؤسس شركة فلوس الناشئة للعملات المشفرة، أن الحصول على التمويل كرائد أعمال أمر صعب، ولكن بمجرد أن يسمع المستثمر كلمة "لاجئ"، يكون الأمر أكثر صعوبة.

ويضيف النجار قائلا: "يتردد المستثمرون في تمويل الشركات الناشئة للاجئين ويعتبرون هذه الاستثمارات عالية المخاطر"، ويواجه رواد الأعمال من اللاجئين صعوبات مستمرة لتوطيد دعائم مشروعاتهم وشركاتهم، مما يزيد من إحجام المستثمرين عن مساعدتهم". كما يوضح النجار أن هذا التردد يمكن أن يحرم المستثمرين من فرص استثمارية ممتازة.

ويشدد النجار على ضرورة أن يتغلب المستثمرون على هذا التحيز اللاواعي وأن ينظروا إلى رواد الأعمال اللاجئين دون تحيزات مسبقة.

وتوصي دراسة للبنك الدولي في عام 2023 بضرورة أن يقوم المستثمرون بزيادة التركيز على استثمارات اللاجئين وتحديد التفاصيل الدقيقة في مختلف إستراتيجيات الاستثمار. وتشمل التوصيات التي قدمتها هذه الدراسة أيضا اتباع نهج مركز تجاه الاستثمارات وتحديد المبررات والأسباب التي تأخذ في الاعتبار المخاطر والمكاسب المختلفة.

ويستهدف برنامج "المشرق يبدأ" مواجهة هذه التحديات من خلال تقديم الدعم القانوني اللازم لمساعدة هؤلاء اللاجئين على تسجيل شركاتهم.

وفي هذا الصدد يقول عوير "أعتقد أن أحد الطلبات الأولى التي تقدمت بها كان لمساعدتي في تسجيل شركتي بشكل قانوني"، مضيفا أن البرنامج ربطه على الفور بسليم النجار حتى يتمكن من إيجاد سبيل للقيام بذلك.

ويقول الكردي أن البرنامج ساعده على وضع إستراتيجية نمو لشركته ووضع نهج مركز يساعده على التوسع في خطة مكونة من 4 مراحل.

وتشير عمرو إلى أن تركيز البرنامج بشكل خاص على النازحين قسرا ورائدات الأعمال يوضح تماما مدى تداخل التحديات التي يواجهها كل من مجتمع اللاجئين والمجتمع المضيف، وهذا يساعد البرنامج على تقديم مساندة شاملة ومصممة خصيصا لهذا الغرض على نحو يأخذ في الاعتبار الحساسيات الثقافية.

كما تضيف عمرو قائلة: "يتيح هذا النهج متعدد الجوانب فهما أكثر شمولا للعقبات التي تواجه اللاجئون ويضمن تصميم الحلول وفقا للاحتياجات المحددة لهذه الشريحة المتنوعة".

وفوفي بعض الأحيان، تأتي التحديات من بين اللاجئين أنفسهم. وتوضح عمرو أن التقاليد والأعراف الثقافية والتوقعات الاجتماعية يمكن أن تمنع الأفراد من المجتمعات الأكثر احتياجا، لاسيما النساء والأقليات، عن ممارسة أنشطة ريادة الأعمال والعمل الحر. ويهدف برنامج "المشرق يبدأ" إلى تغيير ذلك.

وفي الفعاليات التي نقيمها، نسعى جاهدين للحصول على دعم القيادات المرموقة في المجتمعات المحلية لسد الفجوة. و[نحن] نقدم نمازج ناجحة من رائدات أعمال ولاجئيين من خلفيات مماثلة كنماذج يحتذى بها، فهم يواجهن التقاليد والعادات والمخاوف نفسها، والهدف من ذلك هو التغلب هذه العقبات.

ومن جانبه يقول الرجولة: "إن إتاحة فرص حقيقية لللاجئين القادرين على الصمود يعد بمثابة منحهم قوة خارقة". ويقول النجار أنه عندما تتاح لهم هذه الفرص، فإنهم ينجحون، مشيرا إلى المصادر التي توضح أن عددا قياسيا من المهاجرين ينجحون لأن النجاح هو الخيار الوحيد المتاح لهم. "وهم يتقبلون التوجيه والتدريب، ومختلف الخيارات بصدر رحب مها ضاقت بهم سبل العيش"

وفي هذا السياق تقول عمر: "نجاح رواد الأعمال اللاجئين هو مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم". ولديهم حافز قوي لإثبات قدرتهم على المشاركة في اقتصادات البلدان المضيفة لهم".  

"إن إتاحة فرص حقيقية لللاجئين القادرين على الصمود يعد بمثابة منحهم قوة خارقة."
توفيق الرجولة، توفيق الرجولة، مستثمر سوري ومؤسس شركة فلوس الناشئة للعملات المشفرة

عوير مع زملائه في فلات 6 لابز.

عوير مع زملائه في فلات 6 لابز.

المضي قدما

تمكن عوير من جمع 20 ألف دولار بعد عامين من العمل. ويأمل أن تتمكن شركته من التوسع في أستراليا والبحرين وفرنسا والولايات المتحدة، ويرى – بحسب ما قام به من أبحاث – أنها أسواق هذه الدول تناسب نشاط أعمال شركة سكراب. ويستهدف أحمد إيوير تسجيل 10 آلاف مستخدم في السنة وإعادة تدوير أكثر من 10 آلاف طن من المنتجات.

ويهدف الكردي إلى الحصول على 8 % من حصة سوق قطع غيار الدراجات النارية التي تبلغ قيمتها 30 مليون دولار في غضون عام. وهو يخطط للتوسع لاحقا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدءا بمصر ثم الأردن والمملكة العربية السعودية.

ويقول عوير والكردي أنهما استفادا من الإرشادات التي قدمها برنامج "المشرق يبدأ". ووفقا للنجار والرجولة، فإن الدعم من منظومة الشركات الناشئة غاية في الأهمية لتحقيق النجاح.  

وهذا التركيز كان مهما لنجاح شركة متجر بوت، وهي شركة ناشئة للتجارة الإلكترونية مسجلة في برنامج حاضنات الأعمال. وتمكنت الشركة، التي شارك في تأسيسها لاجئ سوري، من الحصول على منحة قدرها 20 ألف دولار من مؤسسة أورانج إنوفيشن سبيس" وسيقوم مستشارون من البرنامج بتوجيه المؤسسين حول كيفية تطوير وتنمية أنشطة أعمالهم باستخدام الأموال.

وتأمل عمر المزيد من النجاح مع مزيد من الدعم لبرنامج "المشرق يبدأ".

وتقول أنه في السنوات المقبلة، سيدعم المشروع الشركات الناشئة في إطار مسارات حاضنات أنشطة الأعمال والنمو والوصول إلى الآلاف من رواد الأعمال من خلال برنامج التعليم وأكاديمية التعلم التابعة له.

وتضيف عمر قائلة: "يحمل اللاجئون أحلامهم وطموحاتهم معهم وهم يفرون من بلدانهم، على أمل تحقيقها يوما ما، ويطمح برنامج ريادة الأعمال إلى مساعدتهم في ذلك".

ساهم في الإعداد: أحمد مدحت وياسمين الفرا

إنتاج: جوليا شمالز وأليسون باكهولتز

تم النشر في ديسمبر 2023